Friday 20 July 2012

العميد السوري المتقاعد عقيل هاشم يتحدث عن تطورات الوضع في سوري: ماذا بعد ضرب الثورة السورية للنظام في عقر داره؟


العميد السوري المتقاعد عقيل هاشم يتحدث عن تطورات الوضع في سوريا بعد سيطرة الجيش السوري الحر ومعارضين مسلحين على منافذ حدودية بين سوريا وتركيا، وسوريا والعراق، وتواصل عمليات الانشقاق من المؤسسة العسكرية فضلا عن مقتل القيادات العسكرية الرفيعة في النظام السوري بعملية نوعية "للجيش السوري الحر" بقلب العاصمة دمشق، ويشرح انعكاسات هذه التطورات على تماسك نظام بشار الأسد

ليال بشاره (نص)
 
 
"الجيش السوري الحر" بات يسيطر على منافذ حدودية بين العراق وسوريا، وبين تركيا وسوريا. ماذا يعني ذلك على أرض الميدان بالنسبة للنظام السوري ؟
 
إنه عبارة عن تطور طبيعي لتصاعد وتوسع عمليات " الجيش الحر" والمقاتلين في سبيل الحرية داخل سوريا، بالتالي هذا يزيد من التأكيد على أننا دخلنا ما يُسمى بالمرحلة الثالثة من مراحل الثورة السورية.
 
المرحلة الأولى استمرت حوالي ستة إلى سبعة أشهر عندما كان السوريون يتظاهرون سلمياً، والمرحلة الثانية بدأت عند ظهور الانشقاقات وتشكل " الجيش الحر" والمقاتلون داخل سوريا وهم النسبة الغالبة في " الجيش الحر" الذي يمثل 25 بالمائة من عدد المقاتلين ومعظمهم مدنيين تطوعوا أو أجبروا على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم.
 
الآن ومنذ حوالي شهر نستطيع القول بكل تأكيد أن الثورة السورية دخلت في المرحلة الثالثة، التي هي مرحلة الانتقال من الإستراتيجية الدفاعية إلى الإستراتيجية الهجومية.
 
وأكبر تعبير عن هذا الانتقال ما حدث عندما نقلت المعركة إلى قلب النظام، إلى خلية إدارة الأزمة التي يجتمع فيها أعلى مستويات مسؤولي النظام الأمنيين والعسكريين، وقتل منهم أربعة وجُرح الباقي جراحاً بليغة.
 
ترافق ذلك مع القتال في مدينة دمشق التي طالما تبجج النظام بأنها في أمان في أحياء عديدة مهمة مثل ساحة الأحرار والمزة وبرزة والميدان. لم يكن يدرك النظام أن كل تجارب التاريخ تشير إلى أن العنف لا يجر إلا العنف، وأن الدم لا يجر إلا الدم.
 
والآن نحن دخلنا في المرحلة الثالثة للثورة التي يمكن تسميتها ببداية النهاية للنظام المجرم.
 
ما هو وضع نظام بشار الأسد فعلياً على أرض الواقع اليوم ؟ وما هي الأوراق التي لا يزال الرئيس السوري يملكها لمواجهة الحركة الاحتجاجية بعد مقتل أرفع القيادات العسكرية في النظام ؟
 
لا يزال النظام يملك آلة القتل التي درّبها ونظمها وسلحها وموّلها منذ عشرات السنين، المتمثلة بقوات النخبة في النظام مثل " الفرقة الرابعة " و" الحرس الجمهوري" و" الوحدات الخاصة "، وكذلك بأجهزة الأمن الأربعة الرئيسية التي تضم حوالي 150 ألف شخص وهي : المخابرات العسكرية، الوحدة الشعبية السياسية التابعة لوزارة الداخلية، وإدارة أمن الدولة، وإدارة مخابرات القوى الجوية.
 
لا يزال النظام يملك قوى لكن جيشه مشتت في كل أنحاء سوريا، والعناصر الأمنية أيضاً مشتتة، وطبيعة أو ديناميكية الثورات في كل أنحاء العالم تشير إلى أن أي نظام يحارب شعبه، ستكون نهايته وخيمة. لذا بقدر ما يبدو النظام حتى الآن شبه متماسك، سينهار في لحظة واحدة.
 
إذا ما بقينا على هذا الوضع الميداني، إلى متى يستطيع النظام السوري الصمود؟
 
لولا الدعم الخارجي الذي يتلقاه النظام، لسقط منذ أكثر من سبعة أشهر. لكنه يتلقى إمدادات غير محدودة بالأسلحة والذخيرة والخبراء من روسيا، ويتلقى إمدادات مالية بمليارات الدولارات، وإلا لعجز عن دفع رواتب عناصره من إيران، ومقاتليه من جيش مقتدى الصدر من العراق، ومن الحرس الثوري الإيراني، ومن عناصر " حزب الله" من لبنان.
 
وطالما أن النظام متماسك سيبقى يتلقى دعم روسيا، لكن في اللحظة التي يتغير فيها الوضع عن طريق انقلاب عسكري أو انشقاقات عنيفة، سيرفع الروس الغطاء عنه ويتركونه.
 
لكن الأمر يختلف مع إيران التي تعتبر النظام السوري خط الدفاع الأول عن وجودها، فهو بالنسبة لإيران حلقة الوصل والممر الرئيسي الذي يصلها بذراعها الطويلة الموجودة في جنوب لبنان وهي " حزب الله ". بالتالي القضاء على النظام سيؤدي إلى خسارة كبرى لإيران التي ستبقى تدعمه إلى أقصى مدى مهما كانت الأحوال.
 
الوضع الآن مفتوح على كل الاحتمالات، قد يُغتال بشار الأسد أو يفرّ هو وأفراد عائلته، أو قد يحصل عليه انقلاب عسكري أو انقلاب من أخيه ماهر. وقد تحصل انشقاقات في الطائفة العلوية أو في قيادة الجيش أو المؤسسات الأمنية.
 
وهناك مخاطر جدية من قيام حرب طائفية مهلكة في سوريا يذهب ضحيتها مئات الألوف من الناس.  

No comments: