Wednesday 17 August 2011

الثورة السورية في خطر/القسم الثاني

الثورة السورية في خطر/القسم الثاني



أتابع الحديث في موضوع التدخل الخارجي الذي أصبح الان قضية مصيريـة وملحة ولازمة لانقاذ الشعب السوري من طغيان النظام المجرم ووحشيته .

خلال الثورة الفييتنامية كان للدعم الصيني والسوفييتي للثورة الدورالأ كبر فــي إنتصارها على أعتى وأضخم آلة عسكرية في العالم .كانت الامدادات بالأسلحة والذخيرة

والمعدات والخبراء وكافة اللوازم تتم عبر الحدود المشتركة الفييتنامية- الصينية . ورغـم

الخلاف السياسي-العقائدي الذي نشب بين الدولتين إستمرت المساعدات السوقييتية فــــي

التدفق عبر الأراضي الصينية . طبعا دون التقليل من نضال وتضحيات ومآثر المقاتليـن

الفييتناميين .

تكرر نفس الأمر في الثورة الجزائرية التي قدمت لها مصر( الجمهورية العربية

المتحدة آنذاك ) كل أنواع الدعم المادي والمعنوي ولم يقف في طريق ذلك عدم وجـــود

حدود مشتركة بين مصر والجزائر فقد كانت الأراضي الليبية معبرا لذلك الدعم .

في مسألة الثورة السورية ومن وجهة نظر جيو- سياسية تبدو آفاق التدخل مسدودة

بإستثناء تركيا . العراق الذي يملك حدودا مع سورية هي الثانية من حيث الطول محكوم

- بواسطة المالكي - بالتبعية لايران الداعمة للنظام السوري . والأغلب أن حكومته قــــد

نسيت أو تناست ما فعله نظام الأسد المجرم بحق الشعب العراقــي عندما درب وسلــــح وجهز ألالاف من مقاتلي القاعدة وأدخلهم إلى العراق ليفتكوا بأرواح مئات ألالاف مـن

أبناء الشعب العراقي .

الأردن يخشى من إمتداد الثورة السورية إلى أراضيه فترى حكومــته تتــردد

في إتخاذ موقف فعال وتكتفي - على إستحياء ومؤخرا فقط - بإدانة العنف في سورية في محاولة لتهدئة جماهير الشعب الأردني الغاضبة .

أما لبنان بحكومته الراهنة فقد أصبح مرهونا لارادة النظام السوري المجرم ولا

ندري مدى صحة الأخبار عن قيام حزب الله بمساعدة السلطــة الباغية في قمـــع الثورة

وأيا كان الأمر فلبنان عاجز عن أي فعل .

ومن العبث التحدث عن إسرائيل في هذا الوارد فإسرائيل هي العدو الأول لكــل

الشعب العربي قاطبة وللشعب السوري بالذات الذي يفضل الموت تحت سلاسل دبابات

النظام المجرم عن تلقي أي مساعدة من إسرائيل . وعلى أي حال فإن أي تدخل إسرائيلي

سيكون – إن حصل – لصالح النظام المجرم وليس ضده .

لايبقى في الميدان سوى تركيا التي تملك حدودا مشتركة مع سورية يزيد طولها

عن 800 كم والتي أدانت حكومتها إجرام النظام السوري بأشد وأقسى العبارات التـــــي

وصلت مؤخرا إلى حد التهديدات . لذلك يجب الحرص كثيرا قبل توجيه الانتقادات إلــى

أردوغان والحكومة التركية وإتهامهم بالتقصير والتقاعس . فأردوغان هو رئيس منتخب

من قبل الشعب التركي وليس السوري . وهو في هذا المنصب ليحمي مصالح الشعــــب

التركي قبل أي إعتبار . وهناك عــواقب كثيرة دولية وإقليمية ومصالحية تغل يد السلطة

التركية وعلينا أن نتفهم ذلك ولا نطالب الحكومة التركية أن تكون ملكية أكثر من الملك .

إذا كان هناك أي إحتمال لتدخل دولي فعلي ومؤثر لانقاذ الشعب السوري مــن المجـزرة التي ترتكب بحقه , فهذا لايمكن أن يتحقق إلا يمساهمة تركيا أو عبر أراضيـها

أو الاثنين معا .وأنا على يقين – أرجو أن تتأكد صحته قريبا – أن الأيـــام القادمة ستشهد تطورا فعالا فـي الموقف التركي حيال النظام المجرم .

وكنت قد تكلمت بتفصيل كاف عن التدخل الدولي المطلوب ومستوياته المتدرجة

وأدواته والذي بدونه ستكون الثورة في خطر داهم وستكون أرواح عشرات الآلاف مــن

السوريين العزل مهددة بالموت وممتلكاتهم بالدمار لذلك لا أرى ضرورة لتكرار ما سبق

الحديث عنه في مقال سابق .

يتبقى أن أعود إلى موضوع سلمية الثورة السورية وهو موضوع بالغ التعقيـــد

كثير التشابك وفي أعلى درجات الأهمية والأسبقية وهو ما سيكون مضمون القسم الثالث

القادم من هذا البحث .





في 16/8/2011 عقيل هاشم