Friday 21 October 2011

الوطن العربي وربيع الثورات -- كشف حساب موجز

خارطة تظهر توزع اللهجات العربية في العالم العربي.Image via Wikipedia
     يتألف الوطن العربي من( 22 ) دولـة ، تتوزع على قارتين ، منها( 9 ) في أفريقيا  و(13) في  آسيا . لم تكن واحـدة منها تتمتع بنظـام حكـم ديمقراطي حقيقي . بل كـانت ترزح ، حتى إنـدلاع ثورات الربيع العربي مطلع هذا العام ، تحت أنظمة حكم متنوعة على الشكل التالي :
- سبعة جمهوريات ديكتاتورية فاسدة بدرجات متفاوتة هي : تونس ، مصر ، ليبيا ، سورية ، اليمن   الجزائر ، والسودان .
- ثمانية ملكيـات غير ديمقراطيـة ، أيضا بدرجـات متفاوتة ، هي : السعوديـة ، الأردن ، البحرين ،   ُعمان ، الكويت ، المغرب ، قطر ، والأمارات .
- خمسة دول شبه ديمقراطية ( ديمقراطية منقوصة لأسباب مختلفة ) هي : لبنـان ، العـراق ، جزر    القمر ، موريتانيا ، وجيبوتي .
- دولتان ذات وضع خاص هي : فلسطين والصومال .
         إندلعت الثورات الشعبية الشاملة في خمسة دول ، إنتهت ثلاث منها بالنصر المؤزر هي :
- تونس : وقـد سقط النظـام فيها بتاريخ 15 كانون الثاني ( يناير ) بالهروب الجبان للديكتاتور " بن   علي "  وإعتقال معظم أركان حكمه . وقدر عدد ضحايا الثورة ب 88 شهيدا ، بالإضافة إلى مئات   الجرحى .   
- مصر : وقد إنهار النظــام فيهـا بتاريخ 11 شباط ( فبراير ) بتخلي الديكتــاتور " حسني مبارك "   عن السلطة ، ومن ثم إعتقاله وأبناءه ورموز حكمه ، وهم جميعا في السجن الآن  قيد المحاكمــــة ،   وقد وبينت الإحصائيات الرسمية بسقوط 850 شهيدا ، وآلاف الجرحى .
- ليبيـا : وقد سقط النظام المجرم يوم أمس 20 تشرين الأول ( أكتوبر ) بمقتل الطاغيـة " القذافي "   ومعظم أبناءه وأركان حكمه . بعد معارك ضارية ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثين ألف شهيد ، وقـــد
  تعذر بشكل رسمي إجراء إحصاء دقيق حتى الآن بسبب أعـداد المفقودين الكبيرة ، وتوقع وجــــود   العديد من المقابر الجماعية غير المكتشفة .
        ولا تزال الثورة ملتهبة في دولتين هما :
- اليمن : وقد سقط المئات من القتلى في الثورة التي إندلعت في 17 شباط ( فبراير ) وأضعافهم من   الجرحى . ولا يزال الثعلب " على صالح " يناور ويداور لكن سقوطه من المحتمات .
- سورية الحبيبة : وقد إنفجرت الثورة المباركة في 15 آذار ( مارس ) ولا تزال مستمرة رغم القمـع   الوحشي البربري الذي لم يحدث مثيله في ثورة أخرى ، ليس في الوطن العربي فحسب ، بل فــــي   كافة أنحاء العالم في العصر الحديث . وتشير الإحصائيات إلى سقوط أكثر من خمسة آلاف شهيــــد   وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين ، وما يزيد عن خمسين ألف معتقــل ، تعرضوا جميعــــا  لأبشع وأقسى أنواع التعذيب البربري . ويرجح أن يتضاعف عــدد الشهداء بسبب وجـود عــدة آلاف  من المفقودين ومجهولي المصير . وقد أصبح سقوط النظام المجرم مؤكدا ، ومسألــة وقت ليس إلا ،  ولن يتراجع الشعب البطل عن ثورته المجيدة مهما بلغت التضحيات .
        وقـد إندلعت الإضطرابات ، بشكل متقطــع ، في خمسة دول أخرى هي : المغرب ، البحرين ، ُعمان ، الأردن ، والجزائر . لكنها لم تبلغ بعد مستوى الثورة الشاملة . وشعوب هذه الدول مرشحــــة للإنفجار في أي وقت من المستقبل القريب .
        وفي لبنان والعراق ، ورغم وجود نظام ديمقراطي إلى حد ما في كليهما ، لكن التناحر الطائفي الداخلي ، وفساد الحكم ، وتبعية المكونات السياسبة فيهما إلى أنظمة مجاورة ، يرشح هاتيـن الدولتيـن لإنفجار شعبي محتمل فــي المستقبل .
        يبقى هناك الوضع الخاص لكل من فلسطين التي تعاني من الإحتلال الإسرائيلي الغاشم وكذلك الصومال الرازحة تحت الإنقسام والحرب الأهلية ، وتعاني فوق ذلك من المجاعات والكوارث ممـــا يندى له جبين الإنسانية خجلا .
       لكن هذا لا يعني أن بقية الدول العربية ، التي لم نأتي على ذكرها بعد ، هي بمنأى ومنجى مـــن غضب شعوبها ، فقد أثبتت الأحداث أنه لا يوجد نظام حكم غير ديمقراطي محصن كليا من الثورات. ولأن الظروف والأوضاع تختلف جذريا بين دولة وأخرى ، فأن إحتمال إنفجار الثورات فيها متفاوت مـــن حيث الحجم والقوة والتوقيت .
      ولا نزال بعد في العــام (2011 ) ، ولم يمر على إستشهاد " البوعزيزي " ُمفجّـرثورات الربيـع العربي سوى عشرة أشهرفقط ، ونأمل أن يكون العام القادم (2012 ) هو عام  إنتصار الربيع العربي وخاصة في اليمن السعيد الذي جعله " علي صالح " حزينا ، وسورية الحبيبة التي زرع فيها المـجرم السفاح اللص " بشار الأسد " الموت والخراب والترويع .
King of the Jungle Rides the tankImage by Hanibaael via Flickr

في 21/10/2011                                              العميد الركن المتقاعد  عقيل هاشم
Enhanced by Zemanta

Thursday 20 October 2011

القذافي قتل ، الدور عليك يا بشار


القذافي قتل ، الدور عليك يا بشار

- أنظر وإسمع وإفهم أيها السفاح .
- هذا هو مصيرك المحتم الذي لا مهرب منه .
- لو تحالفت مع الجن الأزرق ، لو أيدتك شياطين الأرض جميعها .
- لو إنطبقت السماء على الأرض .
- مهما قتلت ، ومهما عذبت ، ومهما سرقت ، لا منجى لك من نفس النهاية الوخيمة .
- لا تغرّك مظاهرات التأييد المزيفة المفبركة ، تذكر أن القذافي كان يسوق عشرات الآلاف      إلى تأييده بنفس طريقتك المبتذلة . أين هم الآن ؟ إنهم يحتفلون بمقتل القذافي .
- هل تعتقد أيها الغبي المغرور أن جموع ال " منحبكجية " الذين تسوقهم كالأغنام سيحمونك   من مصيرك الأسود ؟ إنهم أول من سينفك عنك ويتظاهر إبتهاجا بنهاينك .
- إنهم معك الآن لمصالحهم الدنيئة ، لكنهم كالجرذان أول من سيفر من السفينة الغارقة .
- والشعب السوري الثائر لم يعد يريدك أن ترحل ، بل أن تبقى وأن تبحث منذ الآن عن
   جحر يخفيك . لكي يسحبك منه ويهيء لك نهاية أوخم من نهاية قرينك وزميلك القذافي       المجرم . 
- القذافي قتل ، والدور عليك الآن أيها السفاح بشار .

في 20/19/2011                                         عقيل هاشم

رسالة إلى المجلس الوطني السوري الموقر

رسالة إلى المجلس الوطني السوري الموقر

الشعب يريــد



منذ أكثر من سبعة أشهر، والشعب السوري الثائـر يُعبّـر، بأرواح الشهداء ودمـاء الضحايا وعذابـات المعتقلين ، عن مطالبه الحاسمة الجازمة التي لا تقبل التنازل أو المساومة أو التأويل. وقد قالهـا بأبلـغ وسائل التعبير، وقدم لأجـل ذلك ما لا يعقل من التضحيـات الهائلة ، والتكـاليف الباهظــة ، وهتف بصوت واحـد في كل ميادين وأرجاء الوطن :

- الشعب يريد إسقاط النظام .

- الشعب يرفض الحوار مع النظام المجرم رفضا قاطعا .

- الشعب يرفض إصلاحات النظام المزعومة جملة وتفصيلا .

- الشعب يطالب بالحماية الدولية .

- الشعب يطالب المجتمع الدولي بالتدخل العسكري لوقف المذبحة .

- الشعب يريد توحيد المعارضة .

كما أجمع الشعب على إعتبار مجلسكم الوطني السوري ، الذي أعلن عن قيامه مؤخرا ، بعد مخاض طويل وعسير من المؤتمرات والإجتماعات ، ممثلا وحيدا للشعب والثورة . وهذا تكليف مشرف ومسؤوليـة وطنية عالية تلقي على عاتقكم مهاما جسيمة ، وأعباءا كبيرة ، ويُنتظر منكم القيام بها خير قيام .

إن المطالب المبينــة أعلاه ، والمجمع عليها من قبل الثوار والشعب ، بمثابة خطة العمل ، وخارطـة الطريق لكم . والشعب ينتظر منكم أن تتبنوها دون تعديل أو تبديل . إن شرعيتكم مستمدة ، قبل أي إعتبـــار آخر ، من قبـل الشعب السوري الثائر . ولا يجادل أحـد في الأهمية البالغــة لإعتراف الحكومات والمنظمات العربية والدولية بكم ، لكن مبايعتكم من قبل الشعب هو العامـل الأهـم . وتمثيلكم للثـورة المباركـة يتطلب أن تتقيدوا حرفيا بمــا يطالب به الشعب . وأن تتجنبوا أيـة محاولات مشبوهة لدفعـكم في مسلك مغاير. وخاصة من قبــل تلــك المعارضة المشبوهة في الداخل التي تنكرت لماضيها النضالي ، ووقعت في شرك النظام المجرم ، وتنشط حاليا وفق أجندته المضللة .

إن الإنتقادات الموجهة حاليا ، من قبل بعض الأطراف ، وخاصة بصدد بنية المجلس ومكوناته ،يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار ، ويجب الإسراع بتلافيها من منطلق ضرورة أن يكون المجلس ممثلا لكافة أطياف الشعب السوري ومكوناته القومية والعرقية والدينية والطائفية والسياسية دون إقصاء لأي طرف بإستثناء كل من يعمـل مع النظام المجرم حاليا ، أو عمل معه سابقا ، بما في ذلك ما يسمى ب " هيئــة التنسيق الوطنــي للتغيير الديمقراطي " الممثلة للمعارضة المشبوهة في الداخل . وجبهة الخلاص ( خدام ) وجماعة المجــرم رفعت الأسد في الخارج وأمثالهما . لكن هذا يجب أن لا يعيق أو يؤخر بدئكم بالنشاط الفعال والعمل الدؤوب فالظرف الراهن لا يسمــح بأي تهاون أو جمود ، ويمكن من خلال العمل تلافي كل النواقص والسلبيـات ، وتصحيح كل المسارات .

وأرغب هنا أن أؤكد على ضرورة تجنب الخوض في القضايا الخلافيـــة الرئيسية ، أو التي يمكن أن تكون مثار جدل كبير في المستقبل ، كهوية الدولـة المقبلـة ( بعـد زوال النظـام المجرم ، إن شاء الله قريبا ) وتسميتها وأسس دستورها وغير ذلك من الأمور الجوهريــة . فهذه قضايا سيتم إقرارهــا بكل يسر وسهولة من خلال العملية الديمقراطية النزيهة الشفافة في سورية المستقبل . بالمقابل يجب التوحد والإصطفاف خلف الهدف الأسمى المتمثل في إسقاط النظام المجرم بكل الوسائل المتاحة والممكنة دون إستبعاد لأي منها ، ومن ثم إقامة الدولة الديمقراطية المدنية التعددية النزيهة ، التي تؤمن العدل والمساواة والحريـة لكل أبنـاء الوطن دون أي تمييز بسبب الدين أو الطائفـة أو العرق أو اللون أو الجنس ( ذكور أو أناث ) أو القوميـــة ، أو أي إعتبارات أخرى . دولة تكون فيها المناصب مسؤولية وليست إمتياز ، وحسب الكفاءة والإجتهاد .

وإسمحوا لي ، بكل تواضع ، أن أتقدم إليكم ببعض المقترحات العملية الواجب القيام بها قبل أي شيء آخر ، للتمهيد لعملكم النضالي المقبل :

1- الإسراع بتشكيل كوادر مجلسكم ، وهيئتــه التنفيذيـة المصغرة ، واللجـان أو المكاتب الفرعيــة اللازمـة لسير العمل ، وإنشاء صندوق مالي للنفقات ، وأية إجراءات تنظيمية أخرى ترونها حيوية .

2- إفتتاح مقر ثابت للمجلس ( مؤقتا ) في دولة قريبة من الوطن تقبل إحتضانكم ، وتؤمن لكم حريـــة العمل وضمان الأمن . ولا يوجد أنسب حاليا من أحد خيارين : تركيا أو مصر . على أن يتم الإنتقال إلى أرض الوطن فور تحرره أو تحرر جزء منه .

3- ضرورة تفرغ أعضاء المكتب التنفيذي المصغر كليا للعمل النضالي في مقر المجلس ، على أن تعقــــــد إجتماعات موسعة لكامل أعضاء المجلس بشكل دوري ، مرة كل شهرين ( أو حسب ما يتفق عليه ) لكي يتم إتخاذ القرارات الحيوية ،ووضع خطط العمل التفصيلية ، ومناقشة وتقييم عمل المكتب التنفيذي خلال الفترة السابقة ، وإعطاءه التوجيهات للفترة القادمة .

4- تأمين التواصل الدائم مــع مكونات الـثورة في الداخـل ، والتنسيق معهم في كل الأمـور والقضايـا ، فهــم مصدر شرعيتكم ، وضمان نضالكم .

5- التركيز على العمل ، أولا ، من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من إعتراف الحكومات والمنظمات والحركات السياسية والشعبية العربية والإقليمية والأجنبية .

6- البدء بإصدار بيانات دورية عن تفاصيل جهودكم ونشاطاتكـم وخططكـم وبرامج عملكـم المستقبلية ، لكي يكون الشعب السوري أولا ، ومن ثم الرأي العام العربي والعالمي ثانيا على دراية بكل ما تقومون به من نضالات وجهود .

وفقكم الله ، وشد أزركم ، وسدد خطاكم ، لما فيه خير الوطن والشعب والثورة ، وتقبلوا من شخصي المتواضع وافر التأييد وفائق الإحترام ، والسلام عليكم .



في 20/10/2011 العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم

Monday 17 October 2011

بعض خفايا حرب تشرين

بعض خفايا حرب تشرين

من صفحات التاريخ الأسود لحافظ الأسد

في مقـابلة لي مع قنـاة العربيـة الفضائيـة يـوم 6/10 ، وبمناسبة مرور 38 عامـا على نشوب حرب تشرين 1973 ، تطرقت بإختصار شديد إلى أحــد خفايــا تلك الحرب ، المتمثل في قيـام حافظ الأسد ، وقبل بضعة أشهر مـن الحرب ، بعمليـة تنقلات واسعـة في المناصب العسكريـة العليـا ، ممـا أدى إلى نتائج مؤسفة . وأرغب الآن في إلقـاء المزيد من الضوء على هذا الأمر ، وعلى خفايا أخرى من تلك الحرب ، بكل تجرد وموضوعية ، من منطلق خبرتي العسكرية - الإستراتيجيــة ، وتجـربتي الشخصية المتواضعة . وليس مـن منطلق كوني معارضـا للنظـام المجرم . مع الإشارة ، بدايــة ، إلى الأمورالمهمة التالية :

1- قيـام إعلام النظـام ، العريق في التضليل والكـذب ، بترويج صورة مختلقـة ومزيفـة لأحـداث تلـك الحرب ، ُقلبت فيها الحقائق رأسا على عقب ، وبولغ فيها بالإنتصارات المتواضعة ،وأهم من كل ذلك إطلاق صفـة " التحريرية " على حرب لـم تحرر شبرا واحدا من الجـولان المحتـل ، ولم تحرر حتى " الإرادة " كما إدعى النظـام . لأن الجـولان لا تزال محتلـة حتى الآن ، وبعـد مرور سبعـة وثلاثيــن عاما ، لم تطلق فيها رصاصة واحدة ضد العدو .

2- إن ما أكتبـه هنـا ، موضحـا ومنتقـدا ، لايمس ولاينتقـص ، على الإطـلاق ، من شجاعـة وبطولــة وتضحيات جنود الجيش العربي السوري وصغار الضباط ، الذين قدموا أرواحهـم ودمائهـم رخيصـة في سبيـل الوطن . لكنه يمس ويدين ، بكل تأكيد ، القيادات العليا الفاشلة وغيرالمؤهلة للقوات ، وعلى رأسها السفاح حافظ الأسد .

3- لقد قمت على مدى سنوات ، بعـد الحرب ، وبمبادرة ذاتية ، بالتحقيق مع كل من أتيحت لي فرصة التواصل معه ، من الجنود وصف الضباط والضباط الذين شاركوا في الحرب . كما إطلعت على كـل المراجع والوثائق التي نشرت عن الحرب باللغة العربية ، وبعض ما صدر باللغة الإنجليزية ،توصلا للحقيقة المجردة عن كل شك .

4- مما يؤسف له ، ويحز في النفس ، ويثير الغضب والإستنكار ، أن يتحول الجيش الوطني الذي قدم التضحيات الغالية والبطولات العظيمـة في حرب تشرين ، وكـل الحروب والإشتباكات السابقــة ، من أجــل الوطن والشعب ، إلى آلـة قمع وقتل مروعة تزرع الخراب والتدمير ، وتحصد الأرواح في كل أرجاء سوريـة الحبيبة ، تنفيذا لأوامر عائلة متوارث فيها الإجرام والفساد إبنا عن أب .

5- وممـا يؤسف لـه أكثر، أن تفـوت الفرصـة الوحيـدة في التاريخ الحديث ، وربمـا التي لن تتكـرر ،

لتحرير الجولان ، وهزيمة إسرائيل في تلك الحرب ، التي كانت فيها القـوات المسلحـة السوريـة فـي أفضل حالات الخبرة العسكرية والقدرة القتالية ، وأعلى درجات الجاهزية والتسليح المتفوق وأروع مستويات الحالة المعنوية . عدا عن ميزة تحقيق عامل المفاجأة ، الذي كـان يفترض أن يميـل بالكفـــة كثيرا لصالح قواتنا المهاجمة .

بعد هذا التمهيد ، أستطيع الآن الحديث عن بعض خفايا الحرب ، وليس كلها ، فذلك يتطلــب كتابة مجلد كامل :

1- تنقـلات ما قبل الحرب : أواخر أيارعام 1973 ، أوعز حافظ الأسد للمكتـب العسكري في القيــادة القطرية لإصدار تعميم للجهاز الحزبي في الجيش ، ملخصه أنـه قـد حـان الوقت لكي يتسلم الرفــــاق الحزبيون مسؤوليات القيـادة بعـد أن إكتسبوا الخبرات والمؤهلات العسكريـة ( وهذا كذب صريح ) . على إثر ذلـك صدرت نشرة تنقــلات شملت تبديـل كافة قـادة فـرق الجيش الخمسـة ( الأولى والثالثـة مدرعـات ، والخامسـة والسابعـة والتاسعـة مشـاة ) المتميزين بكفاءاتهــم وخبراتهــم العاليــة والذين درسوا في أفضل المعاهـد العسكرية في الإتحـاد السوفييتي وفرنسا ، بضباط حزبيين عديمي الكفــاءة والخبرة القتالية ، بإستثناء المرحوم " عمر الأبرش " غيرالحزبي ، الذي عين قائـدا للفرقـة السابعــة مشاة في القطاع الشمالي ، وكان هو قائد الفرقة الوحيد الذي أستشهد في الحرب . كانت المصيبة فــي تعيين " توفيق الجهني " وهو ضابط معروف بغباءه وإهماله وضعف ثقافته العسكرية ، قائدا للفرقــة الأولى المدرعة ، زهرة الجيش السوري ، المزودة بأفضل دبابة في العالم آنذاك ، الدبابة ت 62 التي تتفوق بمراحل على دبابات الباتون والسنتوريون الإسرائيلية ، والمزودة بأجهزة الإستقرار والرؤيـــة الليلية الحديثة . كما عين في نفس الفرقة " شفيق فياض " وهوضابط سكير مهمل ، إختصاصه أصلا سيارات نقل لا يفقـه حرفا في شؤون الدبابات ، قائدا لأحد ألوية الفرقة ، وأفضل ألوية الجيش قاطبــة اللـواء 91 دبابات ( المعروف لكل السوريين بإسمه القديم " اللواء سبعين " ) الذي يتألف قوامه مــن جنــود متطوعين أمضوا العديد من السنوات في الخدمة ، وتملكوا على أعلى درجات الخبرة والكفاءة التدريبية والقتالية .

كما تم تعيين " مصطفى شربا " قائدا للفرقة الثالثة المدرعة ، وهو ضابط غير مؤهل للخدمة الميدانية من الناحية الصحية . كان على تلك الفرقــة ، بموجب الخطة الحربية ، أن تتحرك في الليلـة الأولى للهجوم من مكـان تمركزها الدائم في " القطيفة " شمال دمشق إلى " الكسوة " جنوب دمشق ، وبالتـالي عليها أن تمر من خلال شوارع العاصمة . ولم يكن " حافظ الأسد " مستعدا للمخاطرة بهذا الأمر ما لم يكن ضامنا لولاء قائد الفرقة وضباطه المطلق . وليذهب مصير الوطن والجيش والحرب إلى الجحيم ، على أن لا يتعرض النظام الحاكم لأي مخاطرأو هزات .

كما شملت نشرة التنقلات العديد مـن المناصب الهامة الأخرى منها ، على سبيل المثال وليس الحصر، تعيين " على الصالح " قائدا عاما لسلاح الدفاع الجوي المدفعي والصاروخي ، وهو ضابط كل خبرته العسكرية تتلخص في كونـه قائـدا لفوج مدفعيـة مضـادة للطائرات ، ولا يعرف الفـرق بين بين الصاروخ " سام 6 " وصواريخ الألعاب النارية .

يحار المرء في فهم وتفسير هذه الإجراءات المخربة والهدامة ، التي أقدم عليها المقبور حافظ الأسد في وقت تتحضر فيه الدولة والقوات المسلحة ، التي يرأسها ، لخوض غمـار حرب مصيريــة تاريخية يتوقف عليها مستقبل الأمة والمنطقة . لقـد لعب عامـل القيــادة ، عبر التاريخ الحربي للعالم ، الدور الأكبر والأهم في تحقيق الإنتصـارات ، وهذا ما يعرفه المذكور بكل تأكيد ، ومع ذلك أقدم على عزل القادة الأكفاء في أحرج الأوقات وأشدها حاجة قصوى اخدماتهم . وإستبدلهم بالأغبيـاء الجهلـــة الذين سببوا الكوارث . وكل ذلك من أجل كرسي الحكم الذي يجلس عليه ، ومن منطلق تفضيله للولاء الحزبي والشخصي على عامل الكفاءة والخبرة . وهـو مـا أكـده " مصطفى طلاس " بالنص الصريح في مذكراته .

2- في مجرى الحرب : بعد ظهر يوم السادس من تشرين بدأ الهجوم على كامــل المواجهة ، وتمكنت قواتنا العاملة في القطاعين والجنوبي من إختراق الدفاعات المعادية ، وتوغلت حتى نهاية اليوم بعمق 6-10 كيلومتر . وخلقت بذلك الشروط اللازمة لزج الفرقة الأولى المدرعة ، نسق ثاني الجيش ، فـي العملية وتطوير الهجوم حتى نهر الأردن وتحرير كامل الجولان المحتل . وقد تحققت هذه النجاحات الأولية بفضل العوامل التالية :

- تحقيق المفاجأة التكتيكية والإستراتيجية التامة ، بسبب غرور العدو وعدم توقعـه أن يتجرأ أي جيش عربي على مهاجمة إسرائيل .

- التفوق العددي الكبير لقواتنا على العدو الذي وصل إلى أربعة أضعاف .

- وقبل كل شيء ، شجاعة وبطولة وتضحيات الجنود وصغار الضباط السوريين .

صباح اليوم التالي ، تقدمت الفرقة الأولى للدخول في المعركة . 300 دبابة ت- 62 ومئات العربات المدرعة ، تتحرك بأرتال لا نهاية لها مدعومة بالمدفعية والمشاة الميكانيكية وباقي صنوف القوات الأخرى في منظر مهيب وصفه جنرال أجنبي متمرس ، يعمل في قوام مراقبي الأمم المتحدة في المنطقة بقوله : " لم أر في حياتي منظرا كهذا ، لا في الأفلام ولا في المناورات الحربية ولا في العمليات الحقيقية " . تقدمت الفرقة حتى " كفر نفاخ " على عمق 20 كم ، وتكبدت خسائر فادحـــة وفي مساء نفس اليوم تراجعت إلى قواعد إنطلاقها الأولية ، بثلاثين دبابة فقط ، بعد أن خسرت تسعة أعشار دباباتها . طبعا لا يلام على هذه النتيجة المأساوية ، التي غيرت مصير الحرب ، سوى القـادة الجهلة الجبناء ، والذي عينهم في مناصبهم قبيل الحرب .

في اليوم الثالث للحرب ، بدأ العدو هجوما معاكسا بعد أن جلب فرقتين جديدتين . ويوم 9/10 كانت كافة قواتنا قـد تراجعت إلى مواضعها قبل بدء الهجوم ، دون أن تستطيع التمسك بأيـة مواضـع داخل الجولان . في اليوم التالي تقدم العدو في القطاع الشمالي ، وتمكن من خرق مواقعنا الدفاعية ،ثم توقف نهاية يوم 13/10 ، بعد أن إحتل ما عرف ب " الجيب " الذي إمتد شرقا حتى بلدة كفر شمس على عمق 20 كم في مواقعنا الدفاعية ، والذي تبلغ مساحته ثلث مساحة هضبة الجولان . ثم توقفـــت الأعمال الهجومية من الطرفين ، وإستمرت الإشتباكات بالنيران حتى وقف إطلاق النار في 22/10.

3- معركة القنيطرة : كلف بالهجوم على مدينة القنيطرة وتحريرها ، اللواء 52 مشاة من قوام الفرقــة التاسعة ، الذي فشل طيلة يومين من التقدم لأكثر من التخوم الشرقية للمدينة ، بعد أن فقد كل دباباتـــه ومعظم عتـاده وآلياتـه الحربية . وقد قرر قائـد الفرقة التاسعة دعم اللواء بكتيبة دبابات من اللواء 43 مدرع . وقد تحركت تلك الكتيبة ليلا بشكل عرضاني لمسافة 15 كم ، ووصلت إلى مشارف القنيطرة من الجنوب لكنها وقعت في كمين دبابات معادي منعها من التقدم أكثر من ذلك . وبالتالي فإنه لم تجر أية معارك داخل المدينة ولم يتم تحرير أي جزء منها خلال الحرب .

لكن إعلام النظام المضلل كان له رأي آخر مخالف للحقيقة . فبعـد الحرب بسنوات ، أنشئت " بانوراما حرب تشرين " في أول أوتوستراد " 6 تشرين " في دمشق ، بمعونة خبراء وفنانون مـن كوريا الشمالية ، مختصون بتزييف التاريخ الحربي وتمجيد وتأليه " كيم إيـل سونغ " ، كلفت خزينـة الدولة أكثر من 500 مليون ليرة سورية . وفيها ُتعرض صورة فنيـــة مجسمة للقتال الوهمي الــذي دار في شوارع وأنحاء القنيطرة لتحريرها . وهو ما يخالف الواقع كليا لأن المدينة لم تتحرر إلا بعد الحرب بستة أشهر ، وبجهود " هنري كيسنغر " في مفاوضات فصــل القوات التي أشرف عليهــا . ولم ترجع المدينة إلى السيادة السورية إلا بعد أن دمرها العدو بالبلدوزرات والمتفجرات .

في الختام ، هذه مجرد صفحة من صفحات التاريخ الأسود للمقبور " حافظ الأسد " الذي دمر ، طيلة ثلاثين عاما من حكمه الإستبدادي ، كل شيء جيد في هذا البلد الحبيب ، بما في ذلك الأخــلاق والمعنويات والتاريخ ، ثم أورث الدولة لإبنه الغبي المغرور لكي يتابع رسالة الإجرام واللصوصية .





في 17/10/2011                                                                                   العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم

Monday 10 October 2011

اللاءات الثـــلاث

The Syrian Revolution 2011 الثورة السورية ضد ب...Image by via Flickr


          في أعقاب المقابلة التي أجريت معي على شاشة الفضائية العربية يوم 6/10 ، تلقيت العــديــد من الإتصالات ، عبر الهاتف والإنترنت وعلى صفحات الشبكة الإجتماعيـــة ، تطالبني بالمزيـد مــن الشرح والتوضيح في موضوع الشعارات التي ترفعها المعارضة السورية ، داخـل وخارج الوطـن ، والمتمثلة بثالوث : لا للعنف ، لا للطائفيـة ، ولا للتدخـل الدولي . ولعــل الكثير من المشاهـدين قــــــد شعروا ، مثلي تماما ، بأن وقت البرنامج المحدود لم يتح لي التعبير الكـافي عـن كل ما يلزم لإضـاءة كافة جوانب هـذا الموضوع الهام جدا . وسأحاول في هذا المقال ، وبإيجاز قــدر الإمكـان ، الإستجابة لطلبات  الإخـوة والأصدقــاء ، وتوضيـح ما غمض من جوانب ، وإستكمــال ما نقص من مضمون ، بحيث يأتي ذلـك مكملا للمقابلــة التلفزيونيـة ورديفــا لها . وهــذا سيضطرني ، بطبيعة الحـــال ، إلى تكرار بعض الأفكــار والنقاط مما يدعوني ، سلفا ، إلى إستسماح القاريء العزيزعذرا .
          وأبدأ بالقول أنه لا يجوز أن يتم ترديــد هـذه الشعارات كالببغــاوات ، والبحث فيهــا وكأنهـــا قـوانين أو مبــاديء منزلة من السماء لا تقبل المس أو التعـديل . بل يجب تناولهــا ضمن الإعتبـارات التالية :
- ربطها ومقارنتها بممارسات النظام المجرم المناقضة لها كليا في كافة المجالات .
- البحث في الخيارات والبدائل الأخرى ، في حال الإضطرار لذلك .
- دراسة كافة جوانبها وتفرعاتها ، والعــواقب السلبيـة والإيجابيـة التي يمكن أن تنتج عنهــا . وهذا ما سأقوم به فيما يلي :
أولا في سلمية الثورة ونبذ العنف : في البدء يجب توضيح الحقيقة المؤكدة بأن الأبطال المنشقون عـن جيش النظام المجرم ، والمنضوون تحت راية الجيش السوري الحر ، غيرمعنيين إطلاقا لا من قريب أو بعيد بسلمية الثورة . فصراعهم مع النظام هو صراع مسلح ضار، صراع موت أو حيـاة ، صرا ع دفاع مشروع عن النفس ، رغــم عدم التكافـؤ الهائـل ، عدديا ونوعيا ، بين الطرفين . مع التنويـه إلى أن هذه الإنشقاقات لم تبــدأ إلا بعـد مرور أكثر من أربعة أشهر على إندلاع الثورة السلمية . 
          وعلى ذلك فإن الثورة المباركة تسير في محورين متوازيين ، كل منهما يكمل الآخر : محـور الحراك الشعبي السلمي الدائر في كافة الساحات والميادين السورية ، ومحور الصراع المسلح الــذي يخوضه صناديد الجيش السوري الحر .
          وقد حافظ الشعب الأعزل ، طيلة سبعة أشهر دامية ، على سلمية الثورة . ودفع من أجـل ذلك أثمانــــا باهظة لا يمكن تصورها ، تمثلت في أكثر من خمسة آلاف شهيـد ، ومثلهـم من المفقــودين ، وأضعاف أضعافهم من المعتقلين والمصابين والمهجرين . بالمقابـل كـان رد فعل النظام المجرم على ذلك الحراك السلمي  المزيد من القتل والتدمير والإجرام .
          ثم أنه ليس من المحتم أن يستمر الحفاظ على سلمية الثورة و نبذ العنف ، عائدا لقرار الثــوار وإرادتهم إلى مالانهاية . فقد تنشأ ظروف وأوضاع قهرية ، ناتجة بطبيعة الحال عن ممارسات النظام المجرم الوحشية ، قد تدفعهم قسرا وإضطرارا للجوء إلى حمل السلاح . رغم علمهم الأكيد بأن هــذا ما يريده النظام تماما . فقدرة النفس البشرية لها حدود في الصبر والضبط والتحمل .
         وعلى ذلك ففي الوقت الذي ينبغي فيه الإستمرار على التقيد بسلمية الثورة ونبـذ العنف ، يجب الإستعداد والتحضير، منذ الآن ، بكل ما يتطلبه ذلك من إجراءات وتدابيرسرية ، لمواجهة الإحتمـــال بنشوء تلك الأوضاع الطارئة التي لا يجد فيها الثوار مفرا من حمل السلاح ، وإلا تعرضوا للفنــــــاء الكامل ، والتصفية الجسدية الشاملة .
ثانيا : في نبذ الطائفية : الشعب السوري الحر ، بتاريخه المجيد ، وبسلوكه الراهن ، يرفض الطائفيـة البغيضة رفضا قاطعا . لكن النظام المجرم يمارس كل الأساليب الطائفية منذ اليوم الأول لوجوده قبل أكثر من أربعين عاما . هنا يجب التوضيح بأن النظام ليس طائفيا بالمعنى المذهبي والعقيـدي ، لأنـــه لا يؤمن بأي مذهب أو ديـن أو عقيـدة سوى البقـاء بالسلطة ، والنهب واللصوصية . ومـن أجـــل ذلك يمارس ، دون قيد أو رادع ، كل هذا القتل والإجرام والتدمير . لكنه يستغل التمييز الطائفي والمشاعر والولاءات الطائفية ، وكل أشكال التجييش والإصطفاف الطائفي ، من أجل تحقيق أهدافه الإجرامية .
وقد نجح ، على مر السنين ، في تلوين مؤسسات الدولة الأمنية والحيوية بصبغة طائفية واضحة لكل مراقب ، كأجهزة الأمن الرئيسية ، وقوات النخبة العسكرية ( الحرس الجمهوري ، وسرايا الدفــاع ، والوحـــدات الخاصة ) وسلك الضباط في الجيش النظامي ، ووسائل الإعلام المتنوعــة ، والمناصب الحساسة في قطاع المال والإستثمار والمؤسسات الإقتصادية وغيرها .
ثالثا : في التدخل الخارجي : في الأشهر الأولى من بدايات الثـورة السلمية ، كان هنـاك شبـه توافـــق ضمني في صفـوف الناشطين والمعارضين ، سواء في الداخـل أو الخـارج ، على رفض التدخـــــــل الخارجي في شؤون الثورة . لكن تصاعد حملة القمع الدموية للنظام المجرم ، وتزايد أعداد الشهــداء والمفقودين والمعتقلين بأرقام فلكية ، ولجوء النظام إلى أساليب وحشية لم يسبق لها مثيل في مواجهة الثورة ، أجبرت الثوار على المطالبة بتدخل المجتمع الدولي . كان الشعب السوري يتعرض لحملـــة تصفية جسدية شاملة ، وجرائم قتل جماعية . ورغم الأهمية البالغة لإستمرار الحراك الشعبي السلمي في الشارع ، وكذلك للصراع المسلح الذي يخوضه أبطال الجيش السوري الحر ، كان واضحا وبينـا للجميع بأن وقف المجزرة الوحشية يتطلب تدخل المجتمع الدولي فورا . وبدون ذلك لا يمكن إنقــــاذ الشعب من مصير مأساوي .
          في البدء طالب الثوار بالحماية الدولية ، وهي بالتأكيد أول وأبسط مستويات التدخل العسكري الخارجي ، وخصصوا يوم جمعة محدد لهذا المطلب . ثم إرتفع السقف للمطالبة ، بكل وضوح وجلاء بالتدخل العسكري الدولي . ومع ذلك إستمر البعض في رفض التدخل الخارجي بشكل قاطع . وكـــان موقف معارضة الداخل الأكثر بروزا في هذا المجال ، وخاصة بعد أن إلتم شملهم ضمن ما سمي ب: " هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي " .
          هنا يجب إلقاء الضوء على بعض النقاط الجوهرية :
1- المطالبة بالتدخــل العسكـري الـدولي أصبح الآن مطلب الثــورة ، وبالتالي فإن من يدعي تمثيــلها عليه الإنصياع لمطالبها ، أو التخلي عن إدعائه الزائف بتمثيلها .
2- التدخل الخارجي يثير رعب النظام المجرم قبل أي جهة أخرى ، وترتعد فرائصه هلعا مـــن هول حدوث هذا الأمر ، وبالتالي فإن أي رفض للتدخل الدولي هو بمثابة تقديم هدية مجانية للنظام .
3- وإستطرادا ، فإن من لا يزال مصرا على ذلك ، هو إما معتوه ساذج ، أو مشبوه مرتبط بالنظـــــام المجرم .
4- إن التهويل من عواقب التدخل الخارجي وتكاليفه الباهظة ، ماديا وبشريا ، لايستند على أي أساس
    علمي وواقعي . كما إن المقارنة بالحالتين العراقية والليبية غير واردة على الإطلاق .
5- ففي العراق كان هناك غزو أجنبي ، بدون طلب الشعب العراقي ، وبذرائع وهمية تبين زيفها فيما  بعد . عدا عن إن إدارة " بوش " الغبية والمتعجرفة والهوجاء كان لهــا الدور الأكبر فيما حصـــل     من مآسي وكوارث في العراق .
6- أما في ليبيـا فالمقارنـة ، رغم الفوارق الشاسعة في الظروف عنها في سوريــة ، تصب في  جانب     تفضيل التدخل الدولي ، وليس ضده . فهاهي ليبيـا ، بعد كل ما حصل : مستقلة ولم تحتل ، موحدة     ولم تقسم ، وخيراتها عادت لصاحبها الشرعي ( الشعب الليبي ) ولم تنهب .
7-و إن أكبر ضمانة فـي أن لا يؤدي التدخل الخارجي لأيـة نتائج لا تحمد عواقبها ، هو في الإصرار على شرط عدم نزول قوات برية أجنبية على التراب السوري الغالي .
          في الختام أرجو أن يكون معلوما للجميع ، بأن سورية الحبيبة اليوم ، بسبب جرائم هذا النظام الباغي ، تواجه أخطارا ماحقة ، ومصيرا مأساويا ، ومستقبلا مظلما ، مالـم يتدخـل المجتمع الدولـــي فورا ، وبالقوة العسكرية المتفوقة ، لضرب هذا النظام المجرم ومنعه من الإستمرار في تنفيذ جريمته الوحشية ، وإقتلاعه من جذوره العفنة ، ورميه في مزبلة التاريخ .


في 10/10/2011                                              العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم                 
Enhanced by Zemanta

Friday 7 October 2011

Brigadier General Akil Hashem interview on Al Arabiya 10-6-11

Part 1
Part 2
Part 3
A MUST WATCH: Brigadier General Akil Hashem interview on Al Arabiya. The Syrian people must be protected 10-6-11

Monday 3 October 2011

بشـــائر النصــر

بشـــائر النصــر 
          يشعر الكثيرون من الناشطين في الثورة السورية ، مؤخرا ، بشيء من الإحباط والتشاؤم ، وينتابهم القلق       على مصير الثورة . وقـد يكون لديهم كل الحق في ذلك ، فظواهر الأمور – حتى الآن – لا تـدل على قرب رؤية الضوء في نهاية النفق . للأسباب التالية :                                                               
- إستمرار وتصاعد حملة القمع الوحشية التي ينفذها النظام المجرم بحق الشعب الأعزل .                    
- إزدياد كم الإعتقالات في صفوف الناشطين وقيادات التنسيقيات والمعارضين بشكل هائل ومؤثر .         
- العجز المتواصل لمجلس الأمن عن إتخاذ أي قرار يدين النظام ، بوجود المعارضة الروسية المشبوهة .  
- الصمت العربي والإقليمي تجاه ما يحدث في سورية ، والإكتفاء ببيانات شجب مخففة اللهجة .              
- قصور المجتمع الدولي عن أي فعل جدي ، والإكتفاء بعقوبات إقتصادية وإدانات لم يُلحظ لها أي تأثيـــر    جوهري حتى الآن .          
         لكنني لا أعتقد بأن الصورة على هذا الشكل من القتامة والسوداوية . فظواهر الأمور لا تعكس  كل جوانب الحقيقة عادة ، وهناك الكثير من العوامل الجزئية ، الداخلية والخارجية ، التي تتراكم كـل يــوم ممـا سيؤدي في النهاية ، إلى إحداث تغيير جذري في الموقف ، وقلب الأمور رأسا على عقب ، وزوال النظـــام المجرم ، وإنتصار ثورة الشعب في مستقبل قريب إن شاء الله . يدعوني إلى هذا التفاؤل ما يلي :
أولا : إكتساب الثورة والثوار خبرات عظيمة في التنظيم والتنسيق والقيادة والإتصالات  خلال سبعة الأشهر الماضية من عمر الثورة . صحيح أن هذا الإكتساب تـم بتكالف باهظة من الأرواح والدماء وفقدان الحرية ، لكن قيمة تلك الخبرات العملية والمعنوية لا تقدر بثمن ، وستؤتي أكلها في القريب العاجل بالتأكيد .
ثانيا : إن أبناء جيلين كاملين من الشعب السوري ( بين العشرين والأربعين عاما  ) قـد ولـدوا في ظـل هــذا النظــام الديكتاتوري المجـرم ، ولــم يسبق لهـم أن سمعـوا في حيـاتهم بمصطلحــات مثل : " ديمقراطيــة ، تعددية ، دولة مدنية ، .....إلخ " ولـم يعرفوا من نشاطات الشارع سوى المسيرات المعلبة لتــأييد النظـــام ، والهتاف للرئيس القائد ، ورفع صوره في كل مكان . جيلين كاملين عاشا على الخوف والكبت وكم الأفـواه . الآن هؤلاء الشباب يمثلون 80 بالمئة من قوام هذه الثورة المباركة ووقودها . وقد كسروا حاجز الخوف إلى الأبد ، وهذا تبدل جوهري لا حدود لقيمته ، وستكون له منعكسات إيجابية مستقبلية لا مثيل لها .
ثالثا : صحيح أن الإعتقالات الجائرة قد طالت الآلاف من ناشطي الثورة ومنظميها وقياداتها . لكن طبيعــــة الثورات – كما تعلمنا حقائق التاريخ – أنها قادرة على إنبات البدائل الكفـؤة ، فورا ، من أنساقها الثانية لكي تحافظ على الإستمرارية والتوهج .
رابعا : تزايد الإنشقاقات في صفوف جيش النظام ، والإنضمام إلى الجيش السوري الحر بأعداد ملحوظــة . وربما يبدو ، من المراقبة الظاهرية ، أن لا تكون هذه الإنشقاقات ، من حيث الكم ، حاسمة في تبديل ميزان القوى . لكن تراكماتهــا على المدى المنظور ، وفقـا لقوانين الديـالكتيـك ، ستؤدي إلى إحــداث تغيير نوعي جوهري .عـدا عن إن الروح المعنويـة العاليـة التي يتمتـع بها أبطـال الجيش السوري الحـر تفـوق بأضعـاف  مضاعفة  مثيلتها لدى مرتزقة جيش النظام ، وهذا عامل هام يلعب دورا جوهريا في أي ثورة وصراع .
خامسا : تصاعد الضغـوط الدوليـة على النظـام ، وتغير خطاب الحكومـات المؤيـدة لـه ، ولو بشكل طفيف ، وبـدء التأثير الفعلي للعقـوبات الإقتصاديـة ، مما يهدد النظـام في أحدى مرتكزاته الرئيسية القائمـة على مبـدأ " تحالف السلطة والثروة " بإنفكاك طبقة رجال المال عنه . وتزايد إحتمالات التدخل الدولي أوالإقليمي ، من مستوى ما ، لوقف المجزرة .
سادسا : تزايـد التذمر في أوساط الحكماء من وجهاء وأبناء الطائفة العلوية الكريمة ، من السلوك  الإجرامي القمعي للنظام في مواجهة غالبية الشعب السوري . والإستغلال الدنيء للولاءات والمشاعر الطائفية .وتنامي الوعي لديهم بأن النظام يخلق ، برعونة وإستهتار ، فجوة بين طائفتهم وباقي مكونات الشعب السوري ، قــد لا تندمل آثارها لأجيال قادمة . وإدراكهم بأن النظام يزج بأبنائهم في مخاطر مميتة خدمة لمصالحه الذاتية . وإنه بذلك يعرض مصير ووجود الطائفة للخطر ، بدلا من إستماتته الزائفة في الإدعاء ومحاولة الإقناع بأن هذا المصير والوجود مرهونان ببقاء النظام وإستمراره .
سابعا : تنامي  الإحتمال بإحتدام الخلافات في قمة هرم السلطة ،وفي أوساط القيادات العليا للجيش والأجهزة الأمنية . وليس هذا بغريب عن التاريخ الأسود لهذا النظام الفاشي . والكل يتذكر الصراع الضاري بين رأس النظام وشقيقه السفاح " رفعت " في ثما نينات القرن الماضي .
          ومن المؤكد أن كل هذه الظواهر المبشرة بالنصر لم تكن لتتحقق لولا العامل الحيوي الأكثر أهميـة  والمحرك لكـل ما عداه ، المتمثل بإستمرار الثورة وصمودها وإزدياد توهجها في مواجهـة أفظع آلــة قمـــع وحشية بربرية في العصر الحديث ، مقدمة أعلى التضحيات  ، وأروع الأمثلـة في النضال والوطنيـة ، دون خوف أو تردد أو نكوص .
        إن حتمية التاريخ تعزز القناعة بأن الثورة السورية المباركة ستنتصر في النهاية ، مهما تغول النظام في إجرامه ، وأن سورية لن تعود إلى أوضاع ما قبل الثورة ولو إنطبقت السماء على الأرض ، وأن بشائر النصر تلوح في الآفاق القريبة ، بعون الله وسواعد الثوار الأبطال .

في 3/10/ 2011                                         العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم 

نداء إلى القادة والضباط في الجيش العربي السوري

نداء إلى القادة والضباط في الجيش العربي السوري
 
           هل يعقــل أن يتحــول الجيش السوري ، بتاريخه المضيء وماضيه المشرف ، إلى آلة قتــل وحشية موجهـــة إلى  صدور أخوتكم ومواطنيكم من أبناء الشعب السوري الأعزل ؟
           أهذه هي المهمة السامية التي من أجلها تطوعتم في السلك العسكري ، وفي سبيلهـا نذرتـم أنفسكم وأرواحكم ؟ هل يعقل أن يتحول حمــاة الديــار ونسور الوطــن إلى وحــوش ضاريـة تزرع المـوت والخراب في كل أرجاء سوريـة ، وتحصد أرواح الأطفـال والنسـاء
   والشيوخ في كل مكان .
          أيها الأحرار الشرفاء من قادة وضباط الجيش الآخرين . هل خطر في بالكـــــم أن تسألوا أنفسكم لماذا صمتت بنادقكم ومدافعكم طيلة سبع وثلاثون عاما في جبهة الجولان  لم تطلق فيها رصاصة واحدة ضد العدو الإسرائيلي ، بينما هي اليوم تلعلع وتدوي في كــــــل أنحـــــــاء الوطن الذي أقسمتم بشرفكم على حمايته شعبا وأرضا وسماء ؟
         هذه الجريمة -  المجزرة التي ترتكب اليـوم بحق الشعب السوري الأعـزل يجـب أن تتوقف حالا وفورا . وأنتم أيها القادة والضباط الشرفاء ، الجهة الوحيدة القـادرة على تجنيب سورية أهوال حرب أهلية طائفية مدمرة تحصد الأخضر واليابس ، ولا تبقي ولا تذر .
         إن أرواح مئات الآلاف من السوريين أمانة في أعناقكم ، ووجـود ومصير ومستقبـل الوطن يتوقف على تصرفكم . إنقلبوا على رؤسائكم وقادتكم ، أرفضوا أوامر القتل والتدمير والإجرام ، إنشقوا عن جبش السلطة الباغية ، وإنضموا إلى جيش الشعب الحر.
        ألاتعلمون أنكم لا تخدمون الوطن والشعب ؟ وأنكم تعرضون أنفسكم للهــلاك خدمــة  لعائلـة فاسـدة متوارث فيهـــا الإجرام واللصوصية إبنا عـن أب . عائــلة أزهق فيها الأب السفاح وشقيقه أرواح أكثر من مائة ألف مواطن ، وهـا هـو الإبن وشقيقـه يكمـلان مسيـرة  الإجرام . عائلة نهبت موارد سوريــة  طيلة أكثر من أربعة عقود من السنوات ، وراكمــت عشرات المليارات من الدولارات في خزائنها وإستثماراتها ، في الوقت الذي يعيش فيه 40 بالمائة من أبناء الشعب السوري تحت خط الفقر .
         أيها الشرفاء الأحرارمن ضباط الجيش السوري هبوا وإنتفضوا وإخلعوا عنكم رداء الذل والخنوع والإستكانة ، وثوروا على العائلة المجرمة قبل فوات الأوان ، وإنضموا إلى   ثورة الشعب الباسل ، وإصرخوا بأعلى صوتكم : الجيش والشعب يد واحدة . والنصر لكـم  ولنا بإذن الله الموفق .
 
 في3/10/2011                                      العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم   

APPEL AUX COMMANDANTS ET HAUTS OFFICIERS DE L’ARMEE SYRIENNE

APPEL  AUX COMMANDANTS  ET  HAUTS OFFICIERS DE  L’ARMEE SYRIENNE



Est-il pensable, que l’armée syrienne, avec son histoire et son passé glorieux, puisse s’être transformée en une machine de mort monstrueuse qui se donne pour cibles vos frères et concitoyens, les enfants du peuple syrien sans défense ? Est-ce là la noble mission pour laquelle vous vous êtes engagés dans la carrière militaire et à laquelle vous vous êtes consacrés corps et âmes ?

Est il pensable que les protecteurs de la Syrie, vous les fameux «aigles de la nation», se transforment en bêtes féroces qui sèment la mort et la dévastation dans chaque région du pays, qui fauchent la vie des enfants, des femmes et des vieillards dans les villes et les villages ?

Et vous tous commandants et officiers, avez-vous songé à vous demander pourquoi vos fusils et vos canons se sont tus durant trente-sept ans sur le front du Golan ? Aucune balle n’a été tirée contre l’ennemi, alors qu’aujourd’hui elles se fracassent et retentissent à travers toute la patrie, celle-là même que vous avez juré solennellement de protéger entièrement, «peuple, terre et ciel» selon les termes de votre serment. L’épouvantable carnage commis depuis mars contre le peuple syrien sans défense doit impérativement cesser. Immédiatement.

Vous, commandants et officiers, vous avez le pouvoir d’éviter à la Syrie de sombrer dans les affres d’une guerre civile destructrice. C’est à vous d’empêcher que notre pays récolte «des moissons vertes et pas mûres», comme l’on dit chez nous, c’est à vous d’empêcher qu’il se disloque et disparaisse, qu’il se transforme en poussière où rien ne poussera plus. C’est parce que la vie de centaines de milliers de syriens vous est confiée, et parce que l’existence et le destin du pays dépendent de vous, que vous devez maintenant agir.

Ignorez-vous qu’en ce moment vous n’êtes pas au service de la nation et du peuple mais d’une famille qui de père en fils transmet crime, banditisme et corruption ? Une famille dont Hafez, le père ce bourreau, et son frère ont fait rendre l’âme à des centaines de milliers de citoyens ? Et voilà que le fils et son frère continuent cette tragédie sanguinaire. Cette famille a pillé les ressources syriennes durant plus de quarante années. Elle a amassé des dizaines de milliards de dollars dans ses caisses alors que 40 % du peuple syrien vivaient sous le seuil de pauvreté.

Oh nobles officiers de l’armée syrienne dont l’esprit a conservé une part de liberté, indignez-vous donc, soulevez-vous, ôtez l’uniforme de l’abjection et de la servilité, révoltez-vous contre la famille d’assassins avant qu’il ne soit trop tard ! Retournez la situation : refusez les ordres illégaux de tueries et de destruction ! Renversez vos supérieurs ! Désertez l’armée au service d’un pouvoir tyrannique, ralliez vous à l’armée du peuple libre ! Rejoignez la révolution déclenchée par notre courageuse jeunesse, criez de toutes vos forces «l’armée et le peuple main dans la main !»
La victoire sera alors à nous et à vous, inch Allah ! 


Le 25/09/2011

                                                            Akil Hachem, Général retraité des armées. 

Sunday 2 October 2011

LE CLANISME CONFESSIONNEL DU REGIME SYRIEN

LE CLANISME CONFESSIONNEL DU REGIME SYRIEN


Le régime criminel a exploité d’une façon planifiée, méthodique, continuelle à travers quatre décennies le facteur confessionnel comme pilier fondamental dans sa politique d’établir le pouvoir et la domination, en plus de quelques autres facteurs comme le terrorisme des services secrets, la corruption organisée, l’information manipulée, et les autres méthodes qu’utilisent les régimes dictatoriaux et totalitaires.

Ici, il faut dire clairement que le régime n’est pas confessionnel dans le sens idéologique ou religieux, il exploite d’une façon vile les sentiments et les appartenances confessionnelles d’une catégorie donnée des constituants essentiels du peuple syrien, les alaouites.
Contrairement à ce qui se passe en Iran, par exemple, où le régime  est confessionnel par essence, et dont le fondement est l’autorité du juriste et la foi dans la doctrine chiite, en Syrie les hommes du régime n’ont aucun rapport doctrinaire avec la doctrine alaouite ni avec quelque religion que ce soit. Ils n'ont foi qu'en la répression, la corruption, le pillage et la brutalité.

Dès que Hafez, le père criminel d'Assad, a mis la main sur le pouvoir en Syrie en 1970, il a exploité d’une façon planifiée le confessionnalisme à travers les moyens suivants :

                       Faire croire aux alaouites que leur destin était lié à celui du régime et que l’effondrement de ce dernier signifiait leur disparition. Le régime a exploité les orientations (confessionnelles) erronées des Frères musulmans lorsqu’ils ont affronté le pouvoir avec les armes à la fin des années 70, et surtout leurs assassinats aveugles sur la base des identités confessionnelles pour consolider le rapport de destinée entre le régime et la constitution.
                       Consacrer la structure (et ségrégation) confessionnelle dans les services secrets,  la sécurité et les unités d’élites des forces armées comme  Saraya el Difah (Les Brigades de Défense devenues maintenant la 4ème division), la garde républicaine et les forces spéciales, alors qu’il était difficile d’appliquer ce même processus sur la totalité des forces armées où le service obligatoire est le réservoir essentiel de l’armée et que ce service obligatoire reflète la situation effective des divers constituants du peuple syrien.
C’est pour cela qu’ils ont concentré leurs efforts sur les officiers volontaires qui sont passés par les écoles militaires.
                       Le même processus de recrutement sélectif a été appliqué aussi dans d’autres domaines comme ceux de l’information, des entreprises économiques mais aussi relations diplomatiques, de l’enseignement supérieur…
                       Pour s’assurer la loyauté de la communauté alaouite, des postes, des privilèges ont été déversés sans compter aux alaouites comme l’administration des sociétés du secteur public, les entreprises gouvernementales, les mairies, les municipalités, les banques et autres organismes, tout en fermant les yeux sur la corruption morale et financière. Les privilèges donnés sur une base confessionnelle sont apparus clairement dans les missions et délégations scientifiques, les traitements médicaux à l’étranger et les postes administratifs.

Malgré toutes ces pratiques de discrimination confessionnelle permanente et à grande échelle durant quatre décennies - que tout le monde connait en Syrie, même les enfants - le fait d’y faire allusion, sans même parler de le critiquer, expose celui qui parle au danger d’emprisonnement, voire pire.

Sans doute un grand nombre de ceux qui ont profité de cette discrimination sont allés très loin dans ces orientations erronées et dans le sentiment de leur supériorité innée, de leur distinction, ainsi que dans l'utilisation de leurs privilèges face aux autres catégories du peuple syrien.
Mais dans leur majorité les gens de cette communauté ne sont que de pauvres paysans qui vivent dans leurs villages montagnards privés des services essentiels, semblables en cela à tous les villages et bourgs de Syrie. Les révolutionnaires de Syrie, en distinguant clairement d'une part l'instrumentalisation par le régime des pratiques confessionnelles, et d'autre part la majorité des gens constituant la respectable communauté alaouite, ont condamné dès le premier jour et continuent à condamner le confessionnalisme. Ils insistent sur le fait que le peuple syrien est "un, un, un".
Il n’est pas acceptable, en effet, qu'une communauté dans sa totalité soit condamnée, accusée des méfaits des pratiques du régime ou de quelques-uns de ses fils.

Le régime s’effondrera mais la confession alaouite reste pour toujours une composante importante du peuple syrien uni. C’est le régime criminel qui est le plus grand danger menaçant la confession alaouite ; c'est lui qui crée un fossé sanglant et vaste entre celle-ci et le reste du peuple syrien, clivage dont les conséquences et les blessures ne pourront se cicatriser qu’à travers les générations futures. A moins que des hommes libres et de raison parmi les alaouites prennent sur eux-mêmes et à bras le corps cette question et fassent échec au plan criminel qui menace l’avenir et la destinée de leur confession ; il leur revient de montrer que leur confession n'est pas faite que de privilégiés ne cherchant qu’à rester au pouvoir, à continuer le pillage, les vols et l’accumulation des milliards, se mettant à l’abri dans ses palais tout en poussant les autres gens de confession alaouite à la confrontation, les exposant ainsi à l’hémorragie et à la mort dans le temps présent et surtout dans l’avenir.

Brigadier General Akil Hashem