Tuesday 30 August 2011

وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا


      تتكاثر وتتصاعد الخطوات مؤخرا لانشاء كيانات سياسية وتنظيمية مختلفة من أجل قيادة أو دعم
نشاطات  الثورة السورية . ورغم أن هذه الخطوات كلها تهدف إلى تنسيق وتوحيد جهود الثورة سواء
في الداخل أو الخارج , الا أن تعددها يتناقض مع الغاية الرئيسية من إنشائها .
      وعلى سبيل المثال وليس الحصر,  فقد أعلن قبل أيام عن تأسيس الهيئة العامة للثورة السوريــــة التي أعلن بيان تأسيسها عن إندماج كافة تجمعات الثورة في الداخل والمعارضة في الخارج لتكــــون
ممثلة للثورة في كل أنحاء سورية .
      وفي نفس الوقت نشرت مسودة إتفاق بين قوى سورية معارضة لانشاء مجلس وطني سوري في
الخارج لتنسيق جهـود المعارضـة بكافــة أطيافهـا والاتفاق على خطوات عمليـة لقيـادة سوريــة نحـو مجتمع ديموقراطي مدني .
       كما يتزايد الحديث عن الدعوة لتشكيل مجلس إنتقــالي أو حكومـة سوريـة في المنفى . وتتعــدد
المؤتمرات المعقودة تحت مسميات مختلفة وشعارات متنوعة . فمن مؤتمر للتغييرالوطني إلى مؤتمر للانقاذ وغيرها . حتى في الداخــل تتكاثر المكونـــات والهيئات والتسميات الممثلة للثورة أو الثوار .
      ولا جدال بأن معظم هذه الجهود والخطوات صدرت عن حسن نية بالغ , لكنها أدت إلى  تشتيت
الجهود وحتى إلى تبادل الاتهامات من أن الهرولة نحو هذه المجالس هو لاقتسام الكعكة والحصـــول
على المناصب .
      الوطن في خطر , والثورة في خطر , والشعب السوري مهدد في وجوده , والطريق أمام الثورة
لا يزال شاقا وطويلا , والآلة العسكرية البربرية للنظام المجرم لا تزال قوية ومتماسكة , والنظـــــام
ماض في القمع الوحشي دون رادع , ومن يدعي تمثيل الثورة يفكر منذ الآن بالمناصب !!!
      هذه مهزلة يجب وقفهــا الآن وفي هذه اللحظة دون إمهال .ويجب أن تنصب كل الجهود وتتركز
كل الخطوات على هدف واحد لا غير : إستمرار الثورة وتوسعها وإزدياد توهجها حتى النصر. ولا صوت يعلو فوق صوت الثورة وكل ما عدا ذلك فهو مؤجل لوقت لاحق مهما بلغ من الأهمية .
       وفي هذا السياق أطرح المباديء التالية كأساس لكل جهد أو عمل في المستقبل القريب :
1- لا يمثل الثورة سوى أبنائها في الداخل . ولا يقود الثورة سواهم , وعليهم إيجاد الصيغة المناسبـة للاتفاق على الأداة الموحـدة لقيـــــادة الثورة , والوسائل المناسبة لتحقيق إنتصارها .
2- ينحصر هدف ومهام كل الناشطين والمعارضين في الخارج في دعم الثورة وتأمينها بكل الوسائل
وعلى كل الأصعدة . فهم لا يمثلون الثورة ولا يقودونها بل يدعمونها .
3- يؤجل البحث والنقاش حول مستقبل سورية وهويتها وأسس دستورها وكل ما يتعلق بمرحلة مــــا
بعد إنتصار الثورة لمستقبل قريب قادم . وهذا قطعا لا يعني عدم التفكير بهذه الأمور مسبقا فهذا حـق وواجب كل المعنيين بالثورة , وهذا ما أفعله أنا حاليا , لكن ليس الآن وقـت الجـلوس على طـــاولات
الحوار والانشغال بقضايا المستقبل والبدء بتوزيع المناصب والمسؤوليات فيما يتعرض الوطن لأشـد
الأخطار وأصعب التحديات .
       وفقا لهذه الأسس والمباديء أتقدم بالمقترحات المرحلية التالية :
أولا- تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة في الداخل وفق الصيغة التي يتفق عليها ممثلي الثوارتتبع له لجان قيادة فرعية في كل محافظة . وتنبثق عنه لجان مركزية للاعلام والشؤون العسكرية والتوثيـق وما يلزم غيرها .
ثانيا- يندمج إتحاد تنسيقيات الثورة في اللجنة الاعلامية ومعــه كل الهيئات الأخرى كصفحــة الثــورة السورية ضد المجرم بشار وشبكة شام ومثيلاتهما من المواقع الألكترونية .
 ثالثا - تناط باللجنة العسكرية مهام التحضير والاستعداد لقيادة النضال المسلح عندما تدعو الحاجـــة
إليه ولا يكون هناك مفرا منه . مع التأكيد على الالتزام الكامل بسلمية الثورة في الوقت الراهن .  وتندمج قيادة تنظيم ( حركة / لواء ) الجنود ( الضباط )الأحرار فــي اللجنة العسكرية ويتم العمل في
منتهى السرية وخاصة عند الاتصال بالأحرار من جنود وصف ضباط وضباط  الجيش الســـــوري
وقوى الأمن وتشجيعهم على الانشقاق وتأمين وتسهيل ذلك .
رابعا- توسيع مهام ونشاطات لجنة التوثيق لتشمل :
      - توثيق كافة جرائم النظام الفاشي المجرم وجمع الشهادات والوثائق تمهيدا لاحالته إلى المحكمة
        الجنائية الدولية والمحاكم السورية لاحقا .
      - توثيق كل ما يتعلق بالشهداء الأبراروقصص حياتهم وظروف إستشهادهم .
      - توثيق أعداد المصابين والمعتقلين والمهجرين وحساب حجم التدمير الذي لحق بالمنشئــــــات
      - والمنازل والممتلكات .
      - توثيق جرائم الفساد المنظم والنهب المتواصل التي يرتكبها رجالات النظام تمهيدا لمحاسبتهم
وتعمل لجنة التوثيق بتعاون كامل مع مثيلاتها في الخارج من هيئات سورية وعربية ودولية .
      هذا في الداخل , أما في الخارج فيتم :
 1- تشكيل مجلس وطني لدعم الثورة في الخارج تندمج فيه كل الكيانات السياسية المعارضة للنظـام المجرم من أحزاب وجمعيات وتنظيمات وأفراد . يتناسى فيه الجميع أية خلافــات أو تباين في الرأي
ويركزون على هدف واحد لا غير يتمثل في دعم الثورة  سياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا وماديــا وحتى
تسليحيا عندما تدعو الحاجة .
2- البدء – بكل دقة وروية وتنسيق – بالعمل على تشكيل مجلس وطني إنتقالي سوري لقيــادة البــلاد في المرحلة التي تلي إنتصار الثورة يضم ممثلين عن الثوار بالدرجة الأولى بالاضافة إلى عدد مــــن الكفاءات والخبرات الوطنية داخل وخارج سورية .
3- يبدأ هذا المجلس حوارا موسعا شاملا حول كل قضايـا مستقبل سوريــة وشكلها السياسي وهويتها والخطوط العريضة لدستورها المقبل . وينبثق عنه مكتب تنفيذي بمثابة حكومة مصغرة . مع التأكـيد
على أن القرار النهائي في كل أمور المستقبل هو للشعب السوري الحر وممثليه الشرعيين ضمــــــن
أطار عملية ديموقراطية إنتخابية وإستفتائية نزيهة .
        الوطن في خطر , والثورة في خطر , ومستقبل سورية في خطر , وما لـــم نتوحـد ونتضافـر ونتعاون ونصبح كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا فإن هذا النظــام المجــــرم
الفاشي البربري سيستمر في إجرامه ووحشيته دون أن يردعه رادع .



في 23/8/2011                                                     العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم
  

No comments: